أستانا 16 الأربعاء المقبل، ماذا بقي في جُعبة التركي ليعطيه للروسي؟
تنطلق في العاصمة الكازاخستانية نور سلطان “أستانة“، الأربعاء المقبل 7تموز، جولة جديدة من مباحثات استانا حول سوريا، وتستمر يومين بمشاركة الأطراف المعنية.
ويشارك في الاجتماع ممثلون عن الدول الضامنة لاستانا وهي تركيا وروسيا وإيران، ووفدي النظام والمعارضة السورية المرتهنة لأنقرة.
كما وسيشارك في الاجتماع المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسون، بالإضافة إلى وفود عن الدول المشاركة بصفة مراقب وهي لبنان والعراق والأردن وممثلي المنظمات الدولية.
الاجتماع الجديد بصيغة أستانا حول سوريا، سيحمل الرقم 16 من الاجتماعات والمؤتمرات التي بدأت عام 2017 بتسليم حلب للروس كبادرة حسن نية من قبل تركيا، مقابل سماح الروس للجيش التركي بالتوغل شمال حلب.
وكانت عبارة عن مؤامرات حِيكت ضد الثورة السورية، ونتج عنها اجتماعات سوتشي ومناطق خفض التصعيد في سوريا،التي كانت عبارة عن كذبة، قال عنها بوتين أنها كانت فكرة صديقه أردوغان.
فلم يعد يغفل على سوري ذو بصيرة، أن انتشار الجيش التركي ضمن نقاط مراقبة وقواعد عسكرية في مناطق خفض التصعيد، كان بهدف تجميد المعارك، ومنع القتال والمقاومة، وتسهيل دخول قوات النظام السوري للمنطقة وكلها من (مخرجاتأستانا وسوتشي).
فقد شاهدنا جميعاً دخول النظام السوري عامي 2019 و 2020 مناطق بآلاف الكيلومترات في أرياف حماة وحلب وادلب ينتشر بها عشرات القواعد العسكرية التركية، من مورك شمال حلب الى سراقب ومعرة النعمان وجرجناز في ادلب وصولاً الىغرب حلب.
قواعد مدججة بالأسلحة، بها آلاف الجنود، هلل السوركيون “شبيحة تركيا من السوريين” لدخولها بكذبة أنها ستحمي المدنيين والمناطق، تم تفكيكها والانسحاب منها بعد تأمين دخول النظام السوري إليها.
والسيناريو يتكرر الآن في منطقة جبل الزاوية جنوب ادلب، التي انسحبت النقاط التركية إليها من المناطق التي سلمتها سابقاً، تقصف المنطقة أثناء اجتماع جاويش اوغلو ولافروف في أنطاليا، ويصفها اوغلو أنها مناطق هادئة، فالمهم عند اوغلو الاتفاقعلى إعادة السياح الروس إلى أنطاليا “الجميلة“!
يعلم السوريون المغلوب على أمرهم كل هذا ولقد هتفوا في الباب وغيرها مرات عدة “تركيا برة برة“، ولكن تصر المعارضة السورية على ارتهانها لأنقرة، ما يمهم الامتيازات الحاصلين عليها في اسطنبول من جنسية وفندق وراتب.
لقد كتب التاريخ أن حافظ أسد باع الجولان لاسرائيل ولواء اسكندرون لتركيا، وسيذكر التاريخ أسماء “وفد استانا” الذين رهنوا الثورة لتركيا وباعوها شمال حلب.