تحرير سوريا بوست
لوحظ في الآونة الأخيرة، كثرة المغازلات التركية ومحاولات التقرب من الدول العربية وخاصة مع مصر، من أعلى الهرم التركيإلى مسؤولي الحزب الحاكم، في مقابل ندرة التعقيبات المصرية على تلك المغازلات.
وكثفت أنقرة من تصريحاتها في محاولات رامية إلى فتح صفحة جديدة، مع المحيط العربي، ومن تلك التصريحات هو ما أدلىبه المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، عمر جليك بقوله “مصر دولة مهمة في المنطقة، وهناك روابط تاريخيةمتينة بين أنقرة والقاهرة على مدى العصور الماضية، وأنقرة تسعى للتفاوض معها بخصوص موارد الشرق الأوسط“.
وسبق تصريح عمر جليك، تصريحات وزير الدفاع التركي حيث صرح خلوصي آكار “إنّ تركيا تتمتع بقيم تاريخية وثقافيةمشتركة مع #مصر” في إشارة إلى إمكانية تحسين العلاقات بين البلدين.
وكذلك وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، الذي علق على العلاقات التركية المصرية بأن البلدين “قد تتفاوضان علىترسيم الحدود البحرية إذا سمحت العلاقة بمثل تلك الخطوة” وهو تصريح فسره مراقبون أن تركيا رسمياً تتودد لمصر لتحسينالعلاقات.
وفي لقاء مع وكالة بلومبرغ ، صرح إبراهيم قالن المتحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده “مستعدة لفتحصفحة جديدة في العلاقات مع مصر والدول الخليجية، وذلك في مقابلة مع بلومبرغ“.
وتأتي التصريحات التركية المغازلة لمصر والدول العربية، بالتزامن مع أزمة اقتصادية حادة وعزلة دولية تعاني منها تركيا،نتيجة “السياسات المعادية” التي ينتهجها النظام الحاكم برئاسة في المنطقة العربية.
السياسات التركية المعادية للدول العربية والتي بدأت باحتضان تركيا لقيادات مصرية من جماعة الاخوان المعادية لمصر،والتدخل التركي في ليبيا الذي تعتبره القاهرة تهديد للأمن القومي المصري، والغزو التركي للشمال السوري وشمال العراق،وليس انتهاءً بالتدخل التركي في الخليج العربي ومحاولات أنقرة عزل السعودية دولياً والتي باءت بالفشل.
وتحاول تركيا وبحسب مراقبين، الاستفادة من المصالحة الخليجية لاستعادة والأسواق التي خسرتها لسنوات، وخاصة بعدالحملة الشعبية في السعودية لمقاطعة المنتجات التركية، والتي تبعتها حملات أخرى في المنطقة.
وعلق مراقبون على تلك التصريحات بكونها مغازلات سياسية، ولابد لأنقرة من اتخاذ خطوات فعلية على أرض الواقع،فالتصريحات لا تكفي، حيث طالبت القاهرة، تركيا بسحب قواتها من ليبيا وسوريا قبل الدخول في أي مصالحة تركية عربية.
حيث علق وزير خارجية مصر سامح شكري، في وقت سابق، رداً على مغازلات تركية بقوله: “نحن نرصد الأفعال ، وأي حديثغير متوافق مع السياسات يصبح لا أهمية له“.