قالت منظمة هيومن رايتس ووش، في تقريرها السنوي حول حقوق الانسان خلال 2021، أن التحالف العسكري السوري الروسي يشكل تهديداً لأكثر من ثلاثة ملايين مدني محاصرين في ادلب، حيث لازال التحالف ورغم “وقف إطلاق النار الهش” مستمر بشن هجمات محظورة في المحافظة السورية.
وأضاف تقرير المنظمة الحقوقية الدولية، أن التحالف العسكري السوري الروسي شن قصفاً جوياً عشوائياً على المدارس والمستشفيات والأسواق، ووفقاً لمجموعة “إير ويز” للمراقبة في المملكة المتحدة، نفذت القوات الجوية الروسية وحدها حوالي39 ألف غارة جوية في سوريا منذ 2015.
وفي المناطق التي سيطر عليها النظام السوري في شمال سوريا، أشارت هيومن رايتس ووتش السلطات السورية، ومن خلال الميليشيات الموالية لها و “اتحادات الفلاحين” التي تسيطر عليها الحكومة، صادرت بشكل غير قانوني منازل وأراضي مهجرين سوريين فروا من الهجمات العسكرية السورية الروسية وباعتها عبر المزادات.
كما أكدت رايتس ووتش أن قوات الأمن السورية والميليشيات التابعة للحكومة السورية لازالت تمارس الاعتقال التعسفي والاخفاء القسري وإساءة معاملة الناس في جميع أنحاء البلاد.
تركيا وميليشيات المعارضة (الجيش الوطني) تواصل انتهاكها لحقوق المدنيين في مناطق سيطرتها
وفي الأراضي التي تحتلها تركيا، تنتهك تركيا والميليشيات السورية المحلية حقوق المدنيين وتقيّد حرياتهم دون محاسبة، بحسب تقرير هيومن رايتس ووتش.
واتهمت هيومن رايتس ووتش تركيا وجماعة “الجيش الوطني السوري” بنهب العديد من المنازل والممتلكات العائدة للسكان الأكراد المحليون والاستيلاء عليها منذ اجتياح تركيا أجزاء من شمال شرق سوريا “واحتلالها” في أكتوبر/تشرين الأول 2019.
ووصفت منظمة هيومن رايتس ووتش المناطق التي تسيطر عليها تركيا في الشمال السوري “بالمناطق المحتلة“.
وهاجمت المنظمة السلطات التركية وميليشيات الجيش الوطني لاعتقالهم في ديسمبر/كانون الأول 2019، 63 مواطن سوري على الأقل ونقلهم بشكل غير قانوني إلى تركيا لمحاكمتهم بتهم خطيرة يمكن وحُكم على خمسة منهم بالسجن مدى الحياة في أكتوبر/تشرين الأول 2020.
واعتقلت ميليشيات الجيش الوطني السوري في النصف الأول من 2021 تعسفيا 162 شخصاً، بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان.
وتواصل فصائل الجيش الوطني السوري تجنيد الأطفال بحسب تقرير لـ “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” وعام 2021 وقعت 20 حالة على الأقل لتجنيد الأطفال.
التقرير أشار لانتهاكات كل من تحرير الشام وقسد
كما هاجمت رايتس ووتش، هيئة تحرير الشام وهي جماعة اسلامية متطرفة مدعومة من تركيا تسيطر على أجزاء واسعة منادلب ومحيطها، لتدخلها المتزايد في حياة المدنيين وانتهاكها لحقوق الانسان.
وبحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان، اعتقلت هيئة تحرير الشام خلال النصف الأول من 2021 أكثر من 57 شخصاتعسفياً، وبحسب مصادر محلية، في بعض الحالات، تفرض الهيئة عقوبة الإعدام على المعتقلين.
وتتدخل هيئة تحرير الشام بشكل متزايد في كل جوانب الحياة المدنية، وتحدّ من حركة النساء، وتفرض قواعد اللباس وحتىتسريحات الشعر، وتفرض الضرائب والغرامات عشوائياً، واستولت الهيئة أيضا على العديد من المنازل والممتلكات الخاصةبمسيحيين، وذلك بحسب هيومن رايتس.
وأما القوات المدعومة من التحالف الدولي، قالت هيومن رايتس ووتش أن “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، نفذت حملاتاعتقالات جماعية ضد المدنيين بمن فيهم نشطاء وصحفيون ومعلمون، وفي النصف الأول من 2021 اعتقلت قسد تعسفياً 369 شخصاً.
ولا تزال السلطات الإقليمية في شمال شرق سوريا، التابعة لقوات سوريا الديموقراطية، تحتجز أكثر من 60 ألف رجل وامرأة وطفل في ظروف مهينة وتعسفية وغير إنسانية ومهددة للحياة، من بينهم 27 ألف طفل، في مخيم الهول.