تحل هذه الأيام الذكرى الثانية لعملية العسكرية المسماة نبع السلام، والتي شنتها القوات التركية والميليشيات الموالية لها تحتمظلة الجيش الوطني السوري، ضد المناطق الخاضعة لنفوذ قوات سوريا الديمقراطية في منطقة رأس العين وتل أبيض شمال شرق سوريا.
وجاءت العملية بعد اتفاق تركي روسي أمريكي في عهد الرئيس السابق ترمب، الذي أعلن انسحاب القوات الامريكية من مناطق عدة في منطقة شرق الفرات، قبل اجتياح القوات التركية بعدة أيام، وجاء الانسحاب الامريكي بعد اتصال بين الرئيسين اردوغان وترمب.
وشكلت العملية العسكرية التركية في منطقة شرق الفرات، ضغطاً كبيراً على القوات الكردية المسيطرة على المنطقة، مما أجبرها على عقد اتفاقيات مع روسيا أدت لانتشار جيش النظام السوري على مسافة 90 كم جنوب الحدود التركية.
وانتشر جيش النظام السوري، خلال عملية نبع السلام التركية، في مناطق من ريف رأس العين الشرقي غربا، وصولاً إلى القامشلي شرقاً، الأمر الذي أوقف العمليات العسكرية التركية.
حيث أن الجيش التركي وما يسمى الجيش الوطني السوري لا ترى في جيش النظام السوري عدواً.
والمناطق التي انتشر فيها جيش النظام السوري هي، ناحية تل تمر بريف الحسكة الشمالي الغربي وقرى وبلدات دودان، قصر شرك، حاصدة فوقاني، عامودة، الجوهرية، تل حمدون، خرزة فوقاني، الدار، أبو جرادة، القرمانية، كربشك، ربة حاج إبراهيم، العرادة، لبوة، فقيرة، الإبراهيمية، مشيرفة الأسعدية، باب الفرج، الشكرية، وبلدات تل عفر وخراب كورد بريف القامشلي الغربي على الشريط الحدودي بين سوريا وتركيا، ومدينة الدرباسية شمال شرق الحسكة وقرى وبلدات شرق رأسالعين.
ورحبت الحكومة التركية آنذاك بانتشار جيش النظام السوري، وقال بن علي يلدريم أن تركيا لا تمانع في انتشار جيش النظامالسوري شرط خروج القوات الكردية، وهو الأمر ذاته الذي صرحت به حول عفرين ولكن القوات الكردية حينها رفضت عقد اتفاق مع النظام السوري.
ورفضت روسيا والولايات المتحدة قراراً في مجلس الأمن، يدين عملية نبع السلام التركية في شرق نهر الفرات بسوريا، تقدمت به 5 دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي.
وتسببت العملية العسكرية التركية في كارثة إنسانية، تضاف إلى سلسلة أزمات السوريين التي يعانون منها منذ 10 سنوات، فقد تجاوز عدد النازحين نتيجة تلك العملية العسكرية 300 ألف مدني نزحوا من بلداتهم ومدنهم وقراهم في تل أبيض ورأسالعين والدرباسية وعين العرب وعين عيسى ومناطق أخرى شرق الفرات عند الشريط الحدودي مع تركيا.
و بلغ عدد القتلى المدنيين الذين سقطوا خلال العملية العسكرية التركية 146 بينهم 7 سيدات و4 أطفال.
ومارس الجيش التركي والميليشيات العاملة معه من الجيش الوطني، ومنذ سيطرتهم على مدينتي راس العين وتل أبيض، عمليات تغيير ديموغرافي بحق السكان.
حيث استولت الميليشيات على منازل عدد كبير من المهجرين، بغية منعهم من العودة وجرى توطين عدد كبير من عناصرالميليشيات وعائلات في مدينة رأس العين، غالبيتهم من محافظة إدلب، كما نقلت الميليشيات والجيش التركي مئات العائلات الاخرى من الشمال السوري الى المدينتين.
وواصلت الميليشيات الموالية لأنقرة مساعيها لإجبار من بقي في المناطق التي سيطروا عليها في الشمال السوري للرحيل وعدمالسماح لأهالي المناطق بالعودة.
وعلى مستوى الانتهاكات الداخلية التي تعرض لها المدنيون المتبقون في المنطقة، شهدت المناطق التي خضعت لسيطرة ميليشيات الجيش الوطني السوري المرتهن لتركيا، انتهاكات واسعة، شملت سرقة منازل المهجرين، والاستيلاء على عشراتالمنازل الأخرى، ومئات حالات خطف المواطنين لطلب مبالغ مالية للإفراج عنهم.
ومارست ميليشيات الجيش الوطني، أبشع عمليات التعذيب والاختفاء القسري بحق السوريين بحجة التعامل مع الإدارة الذاتية التي كانت تحكم المنطقة سابقاً، ومعظم تلك الحالات موثقة بفيديوهات انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي.
ولازالت مناطق راس العين، وتل أبيض، أسوةً بالمناطق الاخرى التي سيطر عليها الجيش التركي وميليشياته في شمال حلبعفرين وما حولها، تعيش حالات انتهاك واسعة تمارسها ميليشيات الجيش الوطني بحق المدنيين.
كما تعيش تلك المناطق بشكل شبه يومي، اشتباكات داخلية بين الميليشيات أسبابها خلافات على السرقات أو الأتاوات المفروضة على المدنيين بمسميات مختلفة، أتاوات حماية الاشخاص أو الممتلكات.
وتمارس القوات التركية التي تسيطر على محطة علوك للمياه، عمليات ابتزاز بشكل متكرر للسكان في محافظة الحسكة، حيث تتعمد بين الحين والاخر ايقاف محطة علوك التي تغذي المدينة الحسكة بالمياه ، مما يتسبب بكوارث صحية.
شاهد خبر اشتباكات داخلية بين ميليشيات الجيش الوطني راس العين
شاهد ميليشيات الجيش الوطني السوري أعدمت راعي في راس العين
ميليشيات الجيش الوطني يعذبون بشكل عنيف مدني في ريف الرقة