مجلة بريطانية: كارثة غذائية وبيئية تهدد حياة الملايين شمال سوريا والسبب تركيا!
قالت مجلة “نيو انترناشوليست” البريطانية إن السياسات التركية باتت تشكّل خطراً غذائياً ومائياً على السكان في شمال سوريا.
وحيث قلّصت أنقرة ضخّ المياه إلى جارتها الجنوبية إلى ما دون نصف الكمية المقررة، وأصبحت تتحكم في ما يقارب 90% من تدفق المياه فيه.
وأشارت المجلة في تقرير لها إلى أن سوريا وتركيا ملتزمتان بمعاهدة تقاسم المياه التي وُقعت عام 1987 والتي تقضي بالسماح بتدفق 500 متر مكعب من المياه في الثانية إلى سوريا، مقابل أن تحارب سوريا أنشطة حزب العمال الكردستاني.
وبعد أكثر من 30 عاماً، فشل التعاون بين البلدين في هذا الصدد، إذ إنه منذ أوائل عام 2021، انخفضت إمدادات المياه من تركيا تدريجياً إلى مستوى مقلق، ما أدى إلى انخفاض إنتاج الطاقة وتهديد سبل عيش الملايين.
وأدت الفوضى التي سادت خلال عقد من الحرب إلى تفاقم الوضع، في حين لجأت تركيا لاستخدام المياه كسلاح ضد “قسد” وفق المجلة التي نقلت عن “الرئيس المشترك لمجلس الطاقة والكهرباء” التابع لقسد، زياد رستم، قوله إن تركيا قطعت مايقرب من نصف المياه التي وافقت سابقاً على صرفها.
وقال رستم للمجلة إنه وفقاً للاتفاقية يجب أن نحصل على 500 متر مكعب من المياه في الثانية من تركيا، لكن في الوقت الحالي نحصل على ما بين 220 و230 متراً مكعباً.
ووفق المجلة فإنه من خلال شبكة السدود الخاصة بتركيا يمكنها أن تعدل بشكل فعال كمية المياه الموجهة إلى جارتها الجنوبية، وأن تقرر كمية المياه المتاحة لها.
ومع اعتماد ملايين الأشخاص على نهر الفرات وروافده، فإن الرأي السائد في المنطقة هو أن تركيا تتعمد تلويث المياه المنبعثة من أراضيها.
ووفق رستم فإن معظم المياه المتدفقة من تركيا تحتوي على رمل ومخلفات أسمنتية ونفايات، بينما تدهورت جودة المياه في بعض الروافد.
وتمثّل المياه الملوثة تهديداً مهماً للزراعة والصحة، وهي تضرّ بالمحاصيل، وتعرّض صحة السكان للخطر، حيث باتت الخضروات الأساسية مثل الباذنجان والخيار غير آمنة للأكل.
وفي هذا الصدد، يقول رستم: “في الوضع الحالي، لا يمكن للناس أن يكونوا انتقائيين، وسيظلون يستخدمون هذه المياه لزراعة أي شيء“.
المصدر: اورينت نت