من هو المهندس مخترع تقنية تبريد ملاعب قطر في مونديال كأس العالم 2022؟
استخدم مهندس ميكانيكي في جامعة قطر خزانات عملاقة من الماء البارد لإنشاء نظام تبريد في واحد من أكثر الأماكن سخونة على هذا الكوكب، لإبقاء مشاهدي المنافسة الأسخن عالمياً، في وضع مريح.
ومصمم هذا النظام هو سعود غني، وهو مهندس سوداني يعمل في أحد المختبرات العديدة في قسم الهندسة حيث يدرس الديناميات الحرارية – أو بتعبير أبسط، علم الحفاظ على راحة الناس في عالم دافئ.
وفي أحد الأيام تلقى مكالمة من جهة عليا في قطر تسأله: هل يمكنك تصميم نظام يحافظ على برودة الناس، حتى في الملعبالخارجي، في الدوحة، وحتى في الصيف؟ وأجاب غني “بالتأكيد“.
وخلال مقابلة مع نيويورك تايمز قال غني “يعتقد الناس، أن لدينا الكثير من المال ونحن تضخ الهواء البارد فقط“، لكن هذا ليس كل شيء على الإطلاق“.
بدءا من التصميم المعماري للملاعب، كان غني موجودا لحساب أفضل التصاميم لإخراج الهواء الساخن، ويقول إن الملعب مصمم كي “لا يشعر الناس بدفء أو برودة، وإنما إحساس عادي فقط“.
غني يبلغ من العمر 52 عاما وحصل على الدكتوراه في الهندسة الميكانيكية من جامعة نوتنغهام في إنجلترا.
وهو متزوج وأب لثلاثة أطفال، جاء للتدريس في جامعة قطر في عام 2009، في الوقت الذي كانت فيه البلاد تستعد لتقديم عرض لاستضافة كأس العالم.
في عام 2015، واعترافا بأن درجات الحرارة المرتفعة، داخل وخارج الملاعب، يمكن أن تكون خطيرة، نقل الفيفا المسابقة من مواعيدها الصيفية التقليدية إلى أواخر الخريف.
ربما هذا جعل المهمة على غني أسهل، مع درجات حرارة خلال النهار تصل إلى 35 بدلا من 48 وأعلى، ولكن غني قال “أن الموضوع لا يهم كثيراً“.
اذاً كيف يتم تبريد الملاعب؟
لم يكن غني بحاجة إلى تبريد حجم الملعب بالكامل، فقط ستة أقدام أو نحو ذلك فوق الأرض حيث يلعب الرياضيون وفي المدرجات المنحدرة حيث يجلس الناس.
ويوضع الهواء البارد منخفضا موجها مباشرة إلى الملعب (للاعبين) أو إلى كل صف من المقاعد (للجماهير).
وتم تصميم كل ملعب بمظلة بيضاء دائمة لحماية المتفرجين من أشعة الشمس في معظم أوقات اليوم.
وهناك خزان مياه عملاق، مئات الآلاف من الجالونات، مخبأة خارج الملعب، بعيدا عن الأنظار وتستخدم الملاعب الماء البارد لتبريد الهواء.
وقال غني إنه في الليالي التي تسبق المباريات يتم تبريد الماء في الخزان إلى 5 درجات مئوية وقال إن الطاقة تأتي من مزرعة شمسية خارج الدوحة.
وأضاف غني “لدي مضختان فقط” ولدينا الكثير من المبادلات الحرارية، مثل راديتور السيارات تحت المدرجات، يتم سحب الهواء من الملعب إلى المبادل مع الماء البارد في الداخل، ثم يعود إلى الملعب بارداً“.
عندما يتعلق الأمر بتوفير الهواء البارد، أراد غني الدقة، لم يكن يريد طريقة الطائرة لتوصيل الهواء البارد: انفجار في وجهكمن خلال فوهة.
ويحتوي النظام على مستشعرات وكاميرات تعمل بالأشعة تحت الحمراء لإجراء تعديلات وتوجيه المزيد من الهواء البارد إلىأماكن مختلفة حسب الحاجة.
انتقادات
ولكن نظام التبريد هذا لم يعجب الجميع، وفقا للصحيفة، حيث اشتكى لاعب برازيلي من أن مكيفات الهواء تجعل فريقهمريضا، واشتكى آخرون من أن الجو حار جدا أو بارد جداً.
وفي مباراة بعد الظهر بين ويلز وإيران في استاد أحمد بن علي، حيث بلغت درجة الحرارة حوالي 90 فرنهايت (32 درجةمئوية)، وقف المشجعون الويلزيون طوال المباراة، يحدقون ويتعرقون في بقعة من أشعة الشمس.
واختبأ البعض من الشمس تحت أعلام ويلز، بينما تم منح آخرين أقنعة مجانية لارتدائها.
ترجمات الحرة – رويترز