فضائح بالجملة من ليبيا إلى سوريا تُلاحق “ابو عمشة” أبرز قياديي ميليشيا الجيش الوطني السوري التابع لتركيا، رغم محاولة المعارضة السورية نفي تواجدها في ليبيا إلا أن الحقائق تتكشف دائماً عكس النفي.
تتوالى الفضائح تلو الفضائح التي تطال متزعم “ميليشيا سليمان شاه” محمد الجاسم أبو عمشة، أحد أبرز قادة ما يسمىالجيش الوطني السوري والمقربين من حكومة أنقرة، من قبل أقربائه و أنسبائه والعاملين معه سابقاً في الميليشيا، مما يوحي بخلافات كبيرة داخل صفوف الميليشيا.
وانتشرت في الأيام القليلة الماضية، عدة فيديوهات لأقرباء و نسباء أبو عمشة يتحدثون عن تعرضهم للاعتقال والتعذيب من قبل أبو عمشة وعصابته، واجبارهم على تطليق نسائهم من بنات أبو عمشة وقريباته، وأحدهم يدعى ابو رشا قيادي بارز في الميليشيا ووالد نسيب ابو عمشة.
واعترف القيادي ابو رشا عمار محمد العمر، بأنه كان موجود في ليبيا لمدة سنة ونصف برفقة مجموعات مرتزقة تابعة للميليشيا هناك، وأنه عاد الى عفرين بطلب من الميليشيا قبل اعتقاله من قبل شقيق ابو عمشة “سيف الجاسم“.
وكشف أبو رشا عن سلسلة من الفضائح تتعلق بعمليات ابتزاز وخطف وبيع للسلاح واتّجار بالمخدرات قام بها أبو عمشة وفصيله، وأن ابو عمشة وعصابته اعتقلت جميع أقاربه وتعرض بعضهم للتعذيب على الخازوق (وهي أداة تعذيب اخترعها العثمانيون).
وفي فيديو آخر، تحدث محمد العمر ابن أبو رشا وهو نسيب ابو عمشة وموجود في ليبيا كأحد المرتزقة المبتعثين من قبل أنقرة وميليشيات المعارضة، باعترافه شخصياً، وأكد على رواية والده.
وأضاف الشاب الذي يقاتل في ليبيا، أن أحد قياديي ميليشيا سليمان شاه في ليبيا استدرجه الى مقر القيادة، وتم اعتقاله لمدة 4 أشهر مع عمه وهو نسيب آخر لابو عمشة أيضاً، وتم اجبارهم على تطليق نسائهم قريبات أبو عمشة.
وأكد الشاب محمد العمار ابن أبو رشاد، في الشريط المصور: أن “أبو عمشة طالب والده(أبو رشاد) بمبلغ 200 ألف دولار أمريكي كأتاوة، وعند الرفض زج والد الشاب في السجن.
وأشارا إلى تعرضهما للسجن والابتزاز والبلطجة، كما تحدثا عن جرائم قتل وخطف وتجارة مخدرات وأسلحة، ارتكبها قائد فصيل سليمان شاه.
وفي فيديو آخر تحدث فيه “عبد الغفور العمر”، نسيب ابو عمشة سابقاً، ويبدو أنه عم الشاب محمد العمر الذي تحدث عنه وسجن معه في ليبيا، كشف العمر عن جرائم وانتهاكات ارتكبها “أبو عمشة” وفصيله، في سوريا وليبيا.
وقال عبدالغفور العمر أنه خرج من السجن في ليبيا قبل فترة قصيرة بعد أن كان مسجوناً فيها لمدة أربعة أشهر وعُذّب من قبل أبو عمشة وعناصره.
وأكد “العمر” أن أبو عمشة أجبره على تطليق ابنته ثم قام بتزويجها بعد 10 أيام فقط على حد قوله، الأمر الذي يُعد مخالفاً للإسلام وأحكامه وأمراً محرماً في الشرع، وقام بتهديده بالتصفية وبفصائل الشمال والأتراك، إضافة لقصف بيته في سوريا بالرشاشات الثقيلة.
وأشار “العمر” إلى أن أبو عمشة أمر بتصفية القيادي (زهير أمنية)، فيما قام بالتنفيذ أخوه “سيف أبو عمشة” وذلك بعد أن أخبرهم زهير بنيّته ترك العمل معهم، فخافوا أن يكشف المعلومات التي لديه والتي تدينهم، فكانوا على استعداد لقتله قبل أن يتكلم.
وأضاف أنه تمت تصفية أربعة عناصر من الأكراد في المعارك، ودُفنوا قرب القيادة القديمة في منطقة (قرمتلا)، وعندما وصل الأمر للاستخبارات خافوا أن ينكشف أمرهم فقاموا بالحفر واستخراج الجثث ودفنها في مكان آخر عن طريق“ياسر الصطوف” أحد القياديين عند أبو عمشة.
وبيّن العمر أنه تمت تصفية “حازم زينو” في بيته بمنطقة الغندورة بعد تقطيعه ووضعه في كيس ورميه في الطريق، وفي اليوم الثاني فتحوا تحقيقاً بالقضية بأمر من (أبو عمشة) على الرغم من أنه هو الفاعل الحقيقي للجريمة، إضافة للجرائم الكثيرة التي ارتكبها سابقاً، لافتاً إلى أن ما يحدث في سجونه يشبه ما يحدث في سجون النظام، ولاسيما في تدمر.
ويُتهم “أبو عمشة” منذ سنوات بارتكاب جرائم وانتهاكات في مناطق انتشار فصائل “الجيش الوطني” بشمالي سوريا، دون أن يلقى أي نوع من المحاسبة، رغم الانتقادات والمطالبات المستمرة من قبل الناشطين السوريين.